لربما سمعت عن مصطلح النوبة القلبية من قبل، ولكن هل تعرف أن العديد من الناس الذين أصيبوا بالنوبة القلبية لم يعلموا بأنهم كانوا يمرون بها في ذلك الوقت.
لذا حان الوقت لكي نعرف المزيد عن النوبة القلبية وأعراضها لكي نحمي أنفسنا ومن حولنا.
تعتبر النوبة القلبية أو كما يطلق عليها أحيانًا اسم احتشاء عضلة القلب حالة طبية خطيرة للغاية، تحدث عندما يقل تدفق الدم إلى عضلة القلب، وإن لم يتم استعادة تدفق الدم بسرعة، يمكن أن تسبب النوبة القلبية تلفًا دائمًا في عضلة القلب وقد تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.
ولكن السؤال هنا كيف يمكن أن يقل أو يتوقف تدفق الدم تمامًا إلى عضلة القلب؟
يحدث هذا عندما تتراكم الدهون والكوليسترول في الشرايين التاجية التي تمد عضلات القلب بالدم. ويطلق على هذه التراكمات الدهنية اسم اللويحات وتعرف هذه العملية باسم تصلب الشرايين.
ويمكن أن تتشكل جلطة دموية عندما تتمزق اللويحة فتتراكم عليها مكونات الدم ( الصفائح الدموية وكرات الدم ) مكونة جلطه دمويه داخل الشريان، والتي بدورها تسد الشرايين وتسبب النوبة القلبية.
ويؤدي نقص تدفق الدم إلى موت الأنسجة الموجودة بعضلة القلب.
تشمل الأعراض الرئيسية للنوبة القلبية الآتي :
أظهرت الأبحاث الطبية في السنوات الأخيرة أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراض غير نمطية للنوبة القلبية وأقل عرضة للإصابة بألم في الصدر أو الشعور بالألم الذي يشبه عسر الهضم. ولكن، هم أكثر عرضة للإصابة بضيق التنفس والتعب والأرق الذي يسبق بدء النوبة القلبية، كما أنهم يعانون من الغثيان والقيء أو ألم في الظهر أو الكتفين أو العنق أو الذراعين والبطن.
تشمل المضاعفات المرتبطة بالنوبات القلبية ما يلي:
يخلط الكثير من الناس بين مصطلحي النوبة القلبية والسكتة القلبية ظنًا منهم أنهما مترادفان لنفس الشيء. ولكن هذا خطأ تمامًا. فالسكتة القلبية تحدث عندما يتوقف القلب فجأة عن ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم ويصاحبه توقف بالتنفس وهذا يختلف عن النوبة القلبية فهي تحدث عند انسداد أحد الشرايين التاجية مما يؤدي إلى قلة أو توقف تدفق الدم إلى القلب.
وقد تتسبب النوبة القلبية في حدوث السكتة القلبية ولكنها ليست السبب الوحيد للسكتة القلبية.
ويعتمد علاج النوبة القلبية على استعادة تدفق الدم الطبيعي إلى عضلة القلب في أسرع وقت ممكن، ويمكن أن يحدث هذا بعدة طرق بدءًا من الأدوية مرورا بقسطرة القلب وصولًا إلى الجراحة، ومن المحتمل جدًا أن يتضمن العلاج العديد من الطرق التالية:
تُعد قسطرة الشريان التاجي أو التدخل التاجي عن طريق الجلد أداة حاسمة من أجل استعادة تدفق الدم وكلما أُجري مبكرًا تكون النتيجة أفضل.
ويُجرى عن طريق إدخال قسطرة وهي أنبوب مرن ورفيع في أحد الأوعية الدموية الرئيسية غالبًا ما يكون بالقرب من الجزء العلوي من الفخذ حتى تصل إلى الشريان المصاب بالانسداد، ويُنفخ بالون صغير لإزالة هذا الانسداد. وتتضمن قسطرة الشريان التاجي (PCI) في معظم الأوقات وضع دعامة في موقع الانسداد للمساعدة على إبقاء الشريان مفتوحًا حتى لا يحدث انسداد آخر في نفس المكان.
تتضمن عمليات القلب المفتوح (ترقيع الشريان التاجي) استبدال الشريان التاجي التالف بشريان سليم من مكان آخر في الجسم ليحل محله، من أجل إنشاء مسار جديد لتدفق الدم إلى عضلة القلب.
يعتمد التعافي من النوبة القلبية بعد مغادرة المستشفى على عدة عوامل منها شدة النوبة القلبية، ومتى بدأ علاجها والطرق المستخدمة في هذا العلاج، وما إذا كان المريض يعاني من حالات مرضية أخرى.
ويستطيع الطبيب على هذا الأساس توضيح الخطوات التالية من التعافي وما يمكن توقعه في المستقبل.
وبشكل عام يمكن لمعظم الأشخاص استئناف نشاطاتهم المعتادة في مدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أشهر.
ويمكن للبرامج المختصة بإعادة تأهيل القلب أن تساعد الأشخاص على زيادة نشاطهم البدني بشكل تدريجي وآمن، ليعود نشاطهم البدني إلى مستوياته السابقة.
لذلك سيحتاج المريض إلى طبيب ماهر وذي خبرة لكي يساعده على العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي وآمن مثل الدكتور محمد البارقي في “Second opinion”.
الدكتور محمد البارقي هو استشاري أول أمراض القلب وقسطرة الشرايين والصمامات، وأجرى أكثر من 1500 قسطرة تشخيصية، كما أنه أجرى رأب الصمام التاجي بالبالون لحوالي 50 حالة.
وتقلد الدكتور محمد البارقي العديد من المناصب فهو كان رئيس البرنامج التدريبي في القلب والأوعية الدموية في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، وممثل دول الخليج والزملاء في جامعة ألبرتا بكندا، بالإضافة إلى تقلده لمنصب مدير برنامج الزمالة وتدريب الأطباء المقيمين في البرنامج التدريبي للقلب والأوعية الدموية بمدينة الملك عبد الله الصحية.
يُعد الحصول على رأي طبي ثاني في حالة النوبة القلبية أمرًا ضروريًا فإذ لم تُشخص بشكل صحيحٍ أو تأخر تشخيصها قد يؤدي ذلك إلى تلف دائم في عضلة القلب.
ولا يتوقف الأمر فقط عند تشخيصها والعلاج بوقتها فقط وذلك لأن المريض سيحتاج لخطة علاج تناسبه لمنع حدوث النوبات القلبية في المستقبل وليستطيع ممارسة أنشطته الطبيعية بعدها. لذا من المهم الحصول على رأي طبي ثاني بخصوص الخطة العلاجية التي ستُتبع لمعرفة مدى مناسبتها له.